النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَكَذَّبَ بِهِۦ قَوۡمُكَ وَهُوَ ٱلۡحَقُّۚ قُل لَّسۡتُ عَلَيۡكُم بِوَكِيلٖ} (66)

قوله عز وجل : { وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الحَقُّ } وفيما كذَّبوا به قولان :

أحدهما : أنه القرآن ، قاله الحسن ، والسدي .

والثاني : تصريف الآيات ، قاله بعض المتأخرين .

{ وَهُوَ الحَقُّ } يعني ما كذَّبوا به ، والفرق بين الحق والصواب أن الحق قد يُدْرَكُ بغير طلب ، والصواب لا يُدْرَكُ إلا بطلب .

{ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : معناه لست عليكم بحفيظ لأعمالكم لأجازيكم عليها ، وإنما أنا منذر ، قاله الحسن .

والثاني : لست عليكم بحفيظ أمنعكم من أن تكفروا ، كما يمنع الوكيل على الشيء من إلحاق الضرر به ، قاله بعض المتأخرين .

والثالث : معناه لست آخذكم بالإِيمان اضطراراً وإجباراً ، كما يأخذ الوكيل بالشيء ، قاله الزجاج .