ولما أشار سبحانه إلى قوته بالجنود التي تفوت الحصر - وإن كان عنهم غنياً بصفة القهر{[29887]} - نبه{[29888]} بصيغة المجهول إلى استحضار عظمته وشامل جبروته وقدرته فقال : { ثم } أي بعد حبسهم في قيد البرزخ { ردوا } أي ردهم راد{[29889]} منه لا يستطيعون دفاعه أصلاً { إلى الله } أي الذي لا تحد عظمته ولا تعد جنوده وخدمته { مولاهم } أي مبدعهم ومدبر أمورهم{[29890]} كلها { الحق } أي الثابت الولاية ، وكل ولاية غير ولايته من الحفظة وغيرهم عدم ، لأن الحفظة لا يعلمون إلا ما ظهر لهم ، وهو سبحانه يعلم السر وأخفى .
ولما استحضر المخاطب عزته وقهره ، وتصور جبروته وكبره ، فتأهل{[29891]} قلبه وسمعه لما يلقى إليه ويتلى عليه ، قال : { ألا له } أي وحده{[29892]} حقاً { الحكم } ولما كان الانفراد بالحكم بين جميع الخلق أمراً يحير الفكر ، ولا يكاد يدخل تحت الوهم ، قال محقراً في جنب قدرته : { وهو } أي وحده { أسرع الحاسبين * } يفصل بين الخلائق كلهم في أسرع من اللمح كما أنه يقسم أرزاقهم في الدنيا في مثل{[29893]} ذلك ، لا يقدر أحد{[29894]} أن ينفك عن عقابه بمطاولة{[29895]} في الحساب ولا مغالطة{[29896]} في ثواب ولا عقاب ، لأنه سبحانه لا يحتاج إلى فكر وروية ولا عقد ولا{[29897]} كتابة ، فلا يشغله حساب{[29898]} عن حساب{[29899]} ولا شيء عن شيء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.