البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَكَذَّبَ بِهِۦ قَوۡمُكَ وَهُوَ ٱلۡحَقُّۚ قُل لَّسۡتُ عَلَيۡكُم بِوَكِيلٖ} (66)

{ وكذب به قومك وهو الحق } قال السديّ : { به } عائد على القرآن الذي فيه جاء تصريف الآيات .

وقال الزمخشري : { به } راجع إلى العذاب وهو الحق أي لا بد أن ينزل بهم .

وقال ابن عطية : ويحتمل أن يعود على الوعيد الذي تضمنته الآية ونحا إليه الطبري .

وقيل : يعود على النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لقرب مخاطبته بعد ذلك بالكاف ؛ انتهى .

وقرأ ابن أبي عبلة : وكذبت به قومك بالتاء ، كما قال : { كذبت قوم نوح } والظاهر أن قوله : { وهو الحق } جملة استئناف لا حال .

{ قل لست عليكم بوكيل } أي لست بقائم عليكم لإكراهكم على التوحيد .

وقيل : { بوكيل } بمسلط وقيل : لا أقدر على منعكم من التكذيب إجباراً إنما أنا منذر .

قال ابن عطية : وهذا كان قبل نزول الجهاد والأمر بالقتال ثم نسخ .

وقيل : لا نسخ في هذا إذ هو خبر والنسخ فيه متوجه لأن اللازم من اللفظ لست الآن وليس فيه أنه لا يكون في المستقبل .