نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُصۡلِحِينَ} (170)

ولما بين ما للمفسدين من{[33924]} كونهم قالوا على الله غير الحق فلا يغفر لهم ، بين ما للصالحين{[33925]} المذكورين في قوله{ ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون } [ الأعراف : 159 ] فقال عاطفاً على تقديره : أولئك حبطت أعمالهم فيما درسوا من الكتاب ، ولا يغفر لهم ما أتوا من الفساد : { والذين يمسكون } أي يمسكون إمساكاً شديداً يتجدد على كل{[33926]} وجه الا ستمرار ، وهو إشارة إلى أن التمسك بالسنة في غاية الصعوبة لا سيما عند ظهور الفساد { بالكتاب } أي فلا يقولون على الله إلا الحق{[33927]} ، ومن جملة تمسيكهم المتجدد انتقالهم عن ذلك الكتاب عند إتيان الناسخ لأنه ناطق بذلك - والله الموفق{[33928]} .

ولما كان من تمسيكهم بالكتاب عند نزول هذا الكلام انتقالهم عن دينهم إلى الإسلام كما وقع الأمر به في المواضع التي تقدم بيانها ، عبر عن إقامة الصلاة المعهودة لهم بلفظ الماضي دون المضارع لئلا يجعلوه حجة في الثبات على دينهم . فيفيد ضد المراد فقال : { وأقاموا الصلاة } وخصها إشارة إلى أن الأولين تركوها كما صرح به في آية مريم ، وتنويهاً{[33929]} بشأنها بياناً لأنها من أعظم شعائر الدين ، ولما كان التقدير إخباراً عن المبتدإ : سنؤتيهم أجورهم{[33930]} لإصلاحهم ، وضع موضعه للتعميم قوله : { إنا لا نضيع } أي بوجه من الوجوه { أجر المصلحين* } .


[33924]:- سقط من ظ.
[33925]:- من ظ، وفي الأصل: للمصلحين.
[33926]:- زيد من ظ.
[33927]:-سقط ما بين الرقمين من ظ.
[33928]:-سقط ما بين الرقمين من ظ.
[33929]:- من ظ، وفي الأصل: ثبوتها.
[33930]:- في ظ: أجرهم.