قوله : { والذين يُمَسّكُونَ بالكتاب } قرأ الجمهور { يمسكون } بالتشديد من مسك وتمسك ، أي استمسك بالكتاب ، وهو التوراة . وقرأ أبو العالية ، وعاصم ، في رواية أبي بكر ، بالتخفيف من أمسك يمسك . وروي عن أبيّ بن كعب أنه قرأ «مسكوا » والمعنى : أن طائفة من أهل الكتاب لا يتمسكون بالكتاب ، ولا يعملون بما فيه ، مع كونهم قد درسوه وعرفوه ، وهم من تقدّم ذكره . وطائفة يتمسكون بالكتاب ، أي التوراة ويعملون بما فيه ، ويرجعون إليه في أمر دينهم ، فهم المحسنون الذين لا يضيع أجرهم عند الله ، والموصول مبتدأ . و{ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ المصلحين } خبره ، أي لا نضيع أجر المصلحين منهم ، وإنما وقع التنصيص على الصلاة مع كونها داخلة في سائر العبادات التي يفعلها المتمسكون بالتوراة ، لأنها رأس العبادات وأعظمها ، فكان ذلك وجهاً لتخصيصها بالذكر . وقيل لأنها تقام في أوقات مخصوصة ، والتمسك بالكتاب مستمرّ ، فذكرت لهذا وفيه نظر . فإن كل عبادة في الغالب تختصّ بوقت معين ، ويجوز أن يكون الموصول معطوفاً على الموصول الذي قبله ، وهو للذين يتقون ، ولكون { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } جملة معترضة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.