{ والذين يُمَسّكُونَ بالكتاب } أي يتمسكون في أمور دينهم ، يقال : مسَك بالشيء وتمسّك به . قال مجاهد : هم الذين آمنوا من أهل الكتاب كعبد اللَّه بن سلام وأصحابِه تمسكوا بالكتاب الذي جاء به موسى عليه السلام فلم يحرّفوه ولم يكتُموه ولم يتخذوه مأكلةً{[307]} ، وقال عطاء : هم أمةُ محمد عليه الصلاة والسلام وقرىء يُمْسِكون من الإمساك وقرىء تمسّكوت واستمسكوا موافقاً لقوله تعالى : { وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ } ولعل التغييرَ في المشهورة للدلالة على أن التمسّك بالكتاب أمرٌ مستمرٌ في جميع الأزمنة بخلاف إقامةِ الصلاة فإنها مختصةٌ بأوقاتها ، وتخصيصُها بالذكر من بين سائر العبادات لإنافتها عليها ، ومحلُّ الموصولِ إما الجرُّ نسقاً على الذين يتقون وقولُه : أفلا تعقلون اعتراضٌ مقرر لما قبله وإما الرفعُ على الابتداء والخبر قوله تعالى : { إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ المصلحين } والرابطُ إما الضميرُ المحذوفُ كما هو رأيُ جمهورِ البصْريين ، والتقديرُ أجرُ المصلحين منهم ، وإما الألفُ واللامُ كما هو رأيُ الكوفيين فإنه في حكم مُصلحيهم كما في قوله تعالى : { فَإِنَّ الجنة هي المأوى } [ النازعات ، الآية 41 ] أي مأواهم وقوله تعالى : { مفَتَّحَةً لَهُمُ الأبواب } [ ص ، الآية 50 ] أي أبوابُها ، وإما العمومُ في مصلحين فإنه من الروابط ، ومنه نعم الرجلُ زيدٌ على أحد الوجوه . وقيل : الخبرُ محذوفٌ والتقديرُ : والذين يمسّكون بالكتاب مأجورون أو مثابرون وقوله تعالى : { إِنَّا لاَ نُضِيعُ } الخ ، اعتراضٌ مقرر لما قبله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.