التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{أَمۡوَٰتٌ غَيۡرُ أَحۡيَآءٖۖ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ} (21)

{ والله يعلم ما تسرون وما تعلنون 19 والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون 20 أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون 21 إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون 22 لا جرم {[1240]} أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين 23 } [ 19-23 ] .

والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا أيضا ، وفيها تقرير لوحدة الله وشمول علمه وإحاطته بما يسرّه الناس ويعلنونه على السواء وتنديد بالمشركين الذين يشركون مع الله من هم من مخلوقاته ولا يستطيعون خلق شيء وليس عندهم علم بشيء وهم أموات لاحس فيهم ولا حياة . وفيها تقرير بكون السبب الذي يجعل المشركين يقفون موقف الإنكار والاستكبار هو عدم يقينهم وإيمانهم بالبعث والجزاء الأخرويين . والله يعلم هذا فيهم لأنه يعلم ما يسرّون وما يعلنون وأنهم استحقوا غضب الله لأنه لا يحب المستكبرين .

والمتبادر أن الوصف الذي وصفته الآية [ 21 ] لمن يدعوهم المشركون من دون الله مقصود به الأوثان . ولقد كان الشركاء الذين يتخذهم العرب من دون الله هم الملائكة على الأعم الأغلب على ما دلت عليه آيات كثيرة مرت أمثلة عديدة منها . غير أنهم كانوا إلى هذا يتخذون أوثانا متنوعة أيضا يقيمون عندها طقوسهم ويقربون قرابينهم على ما مرت إليه إشارات عديدة في سور سابقة . فالوصف قد عنى هنا هذه الأوثان التي كانت على الأرجح رموزا للملائكة على ما شرحناه في سياق سورة النجم .


[1240]:المصدر نفسه.