التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{وَحَرَٰمٌ عَلَىٰ قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآ أَنَّهُمۡ لَا يَرۡجِعُونَ} (95)

وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون ( 95 ) }

أما الآية الثالثة فقد تعددت التأويلات التي يرويها المفسرون عن ابن عباس وعكرمة وقتادة وغيرهم لها {[1365]} . منها أن القرى التي يهلكها الله تعالى لا يرجع منهم راجع ولا يتوب منهم تائب ، ومنها أنه محرم عليهم أن يرجعوا إلى دنيا ، ومنها أن القرى التي استحقت هلاك الله فأهلكها لم يكن مقصورا رجوعها وإنابتها إلى الله .

ومنها أن القرى التي أهلكها الله لا يبقى منهم أحد ، وفي هذا تخويف لأهل مكة . والتأويل الأخير وتعليله هما الأوجه فيما يتبادر لنا ، وقد خطر لنا تأويل آخر : أن القرية التي حق عليها القول قد فاتتها الفرصة فلم يبق لها مجال لرجوع وتوبة ، وفي هذا كذلك إنذار وتخويف لكفار العرب .

والآيات جاءت معقبة على الآية السابقة كما هو المتبادر وقد توخى فيها على ما تلهمه روحها تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وتبشيرهم وتطمينهم بحسن العاقبة مع تنبيه وإنذار للكفار بأنهم يوشكون أن يضيعوا الفرصة فيندمون ولات ساعة مندم . وهذا التنبيه والإنذار قد انطويا في آيات عديدة ومرت أمثلة منها في سور سابقة .


[1365]:انظر تفسيرها في كتب الطبري والبغوي والطبرسي والزمخشري.