فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَحَرَٰمٌ عَلَىٰ قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآ أَنَّهُمۡ لَا يَرۡجِعُونَ} (95)

{ وحرام } هكذا قرأ أهل المدينة ، وقرأ أهل الكوفة وحرم ، وبها قرأ علي وابن مسعود وابن عباس وهما لغتان مثل حل وحلال ، وقرئ وحرم { على قرية أهلكناها } أي قدرنا إهلاكها { أنهم لا يرجعون } أي ممتنع البتة رجوعهم إلينا للجزاء . وقيل { لا } زائدة ، أي أن يرجعوا بعد الهلاك إلى الدنيا ، واختاره أبو عبيدة . وقيل إن لفظ حرام هنا بمعنى الواجب ؛ أي واجب على قرية . وقيل حرام أي ممتنع رجوعهم إلى التوبة ، على أن { لا } زائدة .

قال النحاس : والآية مشكلة . ومن أحسن ما قيل فيها وأجله ما روي عن ابن عباس في معنى الآية قال : واجب أنهم لا يتوبون . قال الزجاج وأبو علي الفارسي : إن في الكلام إضمارا ، أي وحرام على قرية حكمنا باستئصالها أو بالختم على قلوب أهلها أن يتقبل منهم عمل لأنهم لا يرجعون أي لا يتوبون .