تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَحَرَٰمٌ عَلَىٰ قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآ أَنَّهُمۡ لَا يَرۡجِعُونَ} (95)

الآية 95 : وقوله تعالى : وحرم{[12809]}{ على قرية أهلكناها } و{ حرام } بالألف أيضا . ثم قوله : وحرم { وحرام } على قول أهل اللسان واللغة واحدة . يقول : حرم عليك كذا ، وحرام ، كما يقال : حل وحلال .

وأما على قول أهل التأويل فإنهم يفرقون بينهما ، فيقولون : وحرم حتم وواجب { على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون } أو حكم{[12810]} وواجب { على قرية } إهلاكهم بعدما علم { أنهم لا يرجعون } أي لا يتوبون ، لأنه إنما يهلكهم لما علم منهم أنهم لا يتوبون .

أو يكون قوله : { وحرام على قرية } أراد الله إهلاكها { أنهم لا يرجعون } [ وظاهر قوله : { وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون } ]{[12811]} أن يكون لهم الرجوع لأنه يقول : { وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون } .

ألا ترى إلى قوله : { حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج } ؟ [ الأنبياء : 96 ] وظاهره { أنهم لا يرجعون } { حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج } { واقترب الوعد الحق } [ الأنبياء : 96 و97 ] فعند ذلك يرجعون لقوله : { فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا } [ الأنبياء : 97 ] .

أو يكون ذكر هذا { أنهم لا يرجعون } لقول قوم : لأن قوما يقولون : إن الخلق كالنبات{[12812]} ينبت ، ثم ييبس ، ثم ينبت . فعلى ذلك الخلق يموتون ، ثم يعودون ، ويرجعون .

وبعض من الروافض يقولون : يرجع علي وفلان ، فأخبر أنهم لا يرجعون ردا عليهم وتكذيبا لخبرهم لأن القرآن قد صار حجة عليهم ، وإن أنكروه ، لما عجزوا عن أن يأتوا بمثله ، والله أعلم بذلك كله .


[12809]:انظر معجم القراءات القرآنية ج4/150.
[12810]:من م، في الأصل: حتم.
[12811]:من م، ساقطة من الأصل.
[12812]:من م، في الأصل: والنبات.