ثم أشار إلى مقابل هؤلاء ، وهم من أعرض عن ذكره تعالى ، بلحوق الوعيد لهم ، لما جرت به سنته تعالى ، بقوله سبحانه :
{ وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ } .
{ وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ } ، أي وحرام على أهل قرية فسقوا عن أمر ربهم ، فأهلكهم بذنوبهم ، أن يرجعوا إلى أهلهم ، كقوله تعالى : { ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون } وقوله : { فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون } وزيادة ( لا ) هنا لتأكيد معنى النفي من { حرام } وهذا من أساليب التنزيل البديعة البالغة النهاية في الدقة . وسر الإخبار بعدم الرجوع مع وضوحه ، هو الصدع بما يزعجهم ويؤسفهم ويلوعهم من الهلاك المؤبد ، وفوات أمنيتهم الكبرى ، وهي حياتهم الدنيا . وجعل أبو مسلم هذه الآية من تتمة ما قبلها ، و ( لا ) فيها على بابها . وهي مع { حرام } من قبيل نفي النفي . فيدل على الإثبات . والمعنى : وحرام على القرية المهلكة ، عدم رجوعها إلى الآخرة . بل واجب رجوعها للجزاء . فيكون الغرض إبطال قول من ينكر البعث . وتحقيق ما تقدم أنه لا كفران لسعي أحد . وأنه سبحانه سيحييه ، وبعلمه يجزيه . واللفظ الكريم يحتمله ويتضح فيه . إلا أن الأول لرعاية النظائر من الآي أولى . وأما ما ذكر سواهما ، فلا يدل عليه السياق ولا النظير . وفيه ما يخل بالبلاغة من التعقيد وفوات سلامة التعبير .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.