الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَحَرَٰمٌ عَلَىٰ قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآ أَنَّهُمۡ لَا يَرۡجِعُونَ} (95)

ثم قال تعالى : { وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون }[ 94 ] أي : وحرام على قرية أهلكهم الله بالطبع على قلوبهم ، والتمادي على الكفر ، أن يرجعوا إلى الإيمان والتوبة . هذا معنى قول عكرمة{[46350]} وهو اختيار الطبري{[46351]} .

وقيل{[46352]} : المعنى : وحرام على [ أهل ]{[46353]} قرية أمتناهم أن يرجعوا إلى الدنيا . و( لا ) زائدة ومعنى ( وحرام ) : وجب أن لا يرجعوا وعزم أن لا يرجعوا إلى توبة ، ولا بعد موت .

قال ابن عباس{[46354]} : في معنى : { وحرام على قرية . . . } الآية .

وجب أنهم لا يرجعون .

وقال أبو عبيدة{[46355]} : ( لا ) زائدة . ( وحرام ) على بابها . بمعنى المنع .

وقال أبو إسحاق{[46356]} : ( لا ) غير زائدة و( حرام ) : على بابها . والتقدير : حرام على أهل قرية ، أهلكناها أن يُتقبل منهم عمل لأنهم لا يرجعون ولا يتوبون .


[46350]:انظر: زاد المسير 5/387 ومعاني الزجاج 3/404.
[46351]:انظر: جامع البيان 17/86.
[46352]:القول: لابن عباس في معاني الزجاج 3/404 ولابن جريج وابن قتيبة في زاد المسير 5/388.
[46353]:زيادة من ز.
[46354]:انظر: زاد المسير 5/387 وتفسير القرطبي 11/340 وتفسير ابن كثير 3/194 والدر المنثور 4/335 وفتح القدير 3/427.
[46355]:انظر: تفسير القرطبي 11/341.
[46356]:انظر: معاني الزجاج 3/404.