التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{لَّهُۥ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (63)

مقاليد : هنا بمعنى أمور وشؤون وحكم . ويؤول المؤولون من التابعين كلمة مقاليد بمفاتح خزائن السماوات والأرض أيضا .

{ ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ( 60 ) وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون ( 61 ) الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ( 62 ) له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون ( 63 ) } [ 60 – 63 ] .

الآيات معقبة على ما قبلها تعقيب توضيح وتقرير كما هو المتبادر حيث احتوت بيان مصير الكافرين الذين كذبوا على الله بالشرك حيث تسود وجوههم وتكون جهنم مثواهم ، وبيان مصير المؤمنين بالمقابلة جريا على الأسلوب القرآني ؛ حيث ينجيهم الله لأنهم فازوا برضائه بسبب تقواهم . فالله خالق كل شيء وهو شهيد على كل شيء وعالم بكل شيء . وفي يده مقاليد السماوات والأرض . فمن يكفر بهذه الحقائق فهم الخاسرون حتما .

والمتبادر أنها استهدفت فيما استهدفته تدعيم الإنذار والتحذير والتخويف للذين يهملون اغتنام الفرصة وهم في فسحة من العمر والوقت والتنويه والتطمين لمن آمن واتقى ، مع التنبيه على واجب الإيمان بما احتوته من مشهد أخروي .