غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لَّهُۥ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (63)

32

ثم أكده بقوله { له مقاليد السماوات والأرض } وهو كقوله في " الأنعام " { وعنده مفاتح الغيب } [ الآية : 59 ] والمقاليد المفاتيح أيضاً فقيل : لا واحد لها من لفظها . وقيل : مقليد أو مقلد أو إقليد . والظاهر أنه في الأصل فارسي والتعريب جعله من قبيل العربي . ويروى أنه سأل عثمان رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تفسير الآية فقال : يا عثمان ما سألني عنها أحد قبلك ، تفسير المقاليد لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله وبحمده وأستغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، هو الأول والآخر والظاهر والباطن بيده الخير يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير . وقال العلماء : يعني أن هذه الكلمات مفاتيح خيرات السماوات والأرض وقد يوحد الله بها ويمجد . قال أهل العرفان : بيده مفاتيح خزائن اللطف والقهر ، فيفتح على من يشاء أبواب خزائن لطفه في قلبه فتخرج ينابيع الحكمة وجواهر الأخلاق الحسنة وللآخر بالضد . قال في الكشاف قوله { والذين كفروا } متصل بقوله { وينجي } وما بينهما اعتراض دل على أنه خالق الأشياء كلها مهيمن عليها ، لا يخفى عليه أعمال المكلفين وجزاؤها فإن كل شيء في السماوات والأرض فإن مفتاحه بيده . هذا والظاهر أنه لا حاجة إلى هذا التقدير البعيد حتى يعطف جملة اسمية على جملة فعلية . والأقرب أنه لما وصف نفسه بصفات المالكية والقدرة ذكر بعده { والذين كفروا } بدلائل ملكه وملكه مع كونها ظاهرة باهرة فلا أخسر منهم لأنهم عمي في الدارين فاقدون لأشرف المطالب ولذلك وبخ أهل الشرك بقوله : { قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون } .

/خ75