{ وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ ( 1 ) مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 90 ) } ( 90 ) .
( 1 ) المعذرون : قيل إنها بمعنى : ( المعتذرون ) أي الذين اعتذروا عن الاشتراك في غزوة تبوك . وقيل : إن المعذر هو الذي يتوسل بعذر غير قوي وغير وجيه وغير معقول . أو المقصر في الأمر المتواني فيه .
{ وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ . . . . . . . . . . . . . . . . . . }
وما روي في صددها من روايات وما انطوى فيها من صور
يستفاد مما أورده المفسرون ( 1 ){[1126]} ، في تأويل هذه الآية أنها تحتمل أن تكون بسبيل الإشارة إلى فريقين من الأعراب . فريق جاء معتذرا طالبا الإذن له بالتخلف عن غزوة تبوك ، وكانت أعذاره كاذبة وغير وجيهة . وفريق قعد وتخلف بدون اعتذار واستئذان . ويحتمل أن يكون بسبيل الإشارة إلى فريق واحد فقط من الأعراب جاء معتذرا طالبا الإذن بالتخلف وقعد عن الجهاد في سبيل الله ، وكان في اعتذاره وقعوده كاذبا فيما عاهد الله ورسوله عليه من الصدق في الإسلام والجهاد في سبيل الله . أما فقرة : { سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } فهناك من جعلها عائدة إلى الفريق أو الفريقين واعتبر اعتذارهم الكاذب وقعودهم كفرا . وهناك من جعلها عائدة إلى الذين يصرون على الكفر من الفريق أو الفريقين .
وقد رووا ثلاث روايات في صدد المعتذرين ، منها أنهم جماعة من بني غفار . ومنها أنهم جماعة من أسد وغطفان . ومنها أنهم رهط عامر بن الطفيل . ولم يذكر الذين قالوا إن الآية تحتوي إشارة إلى فريقين أي اسم للفريق الذي قعد بدون اعتذار واستئذان . وإنما قالوا : إنهم منافقو الأعراب .
وقد تلهم روح الآية وفحواها أن القول بأنها تحتوي إشارة إلى فريقين ، وأن الفقرة المذكورة عائدة إلى الذين يصرون على الكفر منهم هو الأوجه . والله أعلم .
وعلى كل ففي الآية صورة لموقف بعض الأعراب المنضوين إلى الإسلام إزاء غزوة تبوك وكان موقفا فيه نفاق وكذب ونكث عهد فاستحق أصحابه ما احتوته الآيات التالية من تنديد وتوبيخ شديدين .
والآية صريحة على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد استنفر الذين أعلنوا له إسلامهم من قبائل البدو أيضا إلى غزوة تبوك . وذكر الآية اعتذار فريق وقعود فريق منهم لا يفيد بالطبع أن جميع من استنفروا تخلفوا . والروايات تروي أن كثيرا من البدو أجابوا واشتركوا في الحملة . والعدد العظيم المروي البالغ ثلاثين ألفا يؤيد ذلك فيما هو المتبادر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.