قوله تعالى : { الْمُعَذِّرُونَ } : قُرىء بوجوهٍ كثيرة ، فمنها قراءة الجمهور : فَتْحُ العين وتشديدُ الذال . وهذه القراءة تحتمل وجهين : أن يكون وزنه فَعَّل مضعّفاً ، ومعنى التضعيف فيه التكلف ، والمعنى : أنه تَوَهَّم أن له عُذْراً ، ولا عُذْرَ له . والثاني : أن يكون وزنه افتعل والأصل : اعتذرَ فأُدْغمت التاءُ في الذال بأنْ قُلبت تاءُ الافتعال ذالاً ، ونُقِلت حركتها إلى الساكن قبلها وهو العين ، ويدلُّ على هذا قراءةُ سعيد بن جبير " المعتذرون " على الأصل . وإليه ذهب الأخفش والفراء وأبو عبيدة وأبو حاتم والزجاج .
وقرأ زيدٌ بن علي والضحاك والأعرج وأبو صالح وعيسى بن هلال وهي قراءةُ ابنِ عباس أيضاً ويعقوب والكسائي " المُعْذِرون " بسكون العين وكسرِ الذال مخففةً مِنْ أَعْذَر يُعْذِر كأكرم يكرم .
وقرأ مسلمة " المُعَّذَّرون " بتشديد العين والذال مِنْ تعذَّر بمعنى اعتذر . قال أبو حاتم : " أراد المتعذرون ، والتاء لا تدغم في العين لبُعْد المخارج ، وهي غلطٌ منه أو عليه " .
قوله : { لِيُؤْذَنَ لَهُمْ } متعلقٌ ب " جاء " وحُذِفَ الفاعلُ وأُقيم الجارُّ مُقَامه للعلمِ به ، أي : ليأذن لهم الرسول . وقرأ الجمهور " كَذَبوا " بالتخفيف ، أي : كذبوا في إيمانهم . وقرأ الحسن في المشهور عنه وأُبَيٌّ وإسماعيل " كذَّبوا " بالتشديد ، أي : لم يُصَدِّقُوا ما جاء به الرسول عن ربه ولا امتثلوا أمره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.