جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ٱذۡهَبُواْ بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلۡقُوهُ عَلَىٰ وَجۡهِ أَبِي يَأۡتِ بَصِيرٗا وَأۡتُونِي بِأَهۡلِكُمۡ أَجۡمَعِينَ} (93)

{ اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي{[2463]} هَذَا } أي : القميص الذي كان عليه ، { فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا{[2464]} } : يصير بصيرا ذا بصر قالوا : القميص من نسج الجنة لا يقع على مبتلى ولا سقيم إلا عوفي ، { وَأْتُونِي } : أنتم وأبي ، { بِأَهْلِكُمْ{[2465]} } : نسائكم و ذراريكم ، { أَجْمَعِينَ } .


[2463]:وأخرج الحكيم الترمذي وأبو الشيخ عن وهب بن منبه قال: لما كان من أمر إخوة يوسف ما كان كتب يعقوب إلى يوسف، وهو لا يعلم أنه يوسف: بسم الله الرحمن الرحيم من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم إلى عزيز آل فرعون سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد، فإنا أهل بيت مولع بنا أسباب البلاء كان جدي إبراهيم خليل الله ألقى في النار في طاعة ربه فجعلها الله عليه بردا وسلاما وأمر الله جدي أن يذبح له أبي ففدان وكان لي ابن وكان أحب الناس إلي ففقدته فأذهب حزني عليه نور بصري وكان له أخ من أمه كنت إذا ذكرته ضممته إلى صدري فأذهب عني بعض وجدي وهو المحبوس عندك في السرقة وإني أخبرك لم أسرق ولم ألد سارقا، فلما قرأ يوسف الكتاب بكى وصاح وقال: ذهبوا بقميصي/12 فتح. زاد محيي السنة بعد قوله: "ولم ألد سارقا" فإن رددته أتى وإلا دعوت إليك دعوة تدرك السابع من ولدك/12.
[2464]:على أن يأت هي التي من أخوات كان قيل: كان ذلك بوحي الله، وقيل: بعث إليه قميصه ليزول بكاؤه وينشرح صدره قال يهوذا: أنا أحمل قميص الشفاء كما ذهبت بقميص الجفاء، قيل: حمله وهو حاف حاسر من مصر إلى كنعان وبينهما مسير ثمانين فرسخا /12 فتح.
[2465]:أي: جميع من شمله لفظ الأهل من النساء والذرارى قيل: كانوا سبعين وقيل: ثلاثة وتسعين /12 فتح.