في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب  
{ٱذۡهَبُواْ بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلۡقُوهُ عَلَىٰ وَجۡهِ أَبِي يَأۡتِ بَصِيرٗا وَأۡتُونِي بِأَهۡلِكُمۡ أَجۡمَعِينَ} (93)

ثم يحول الحديث إلى شأن آخر . شأن أبيه الذي ابيضت عيناه من الحزن . فهو معجل إلى تبشيره . معجل إلى لقائه . معجل إلى كشف ما علق بقلبه من حزن ، وما ألم بجسمه من ضنى ، وما أصاب بصره من كلال :

( اذهبوا بقميصي هذا ، فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا ، وأتوني بأهلكم أجمعين ) . .

كيف عرف يوسف أن رائحته سترد على أبيه بصره الكليل ؟ ذلك مما علمه الله . والمفاجأة تصنع في كثير من الحالات فعل الخارقة . . وما لها لا تكون خارقة ويوسف نبي رسول ويعقوب نبي رسول ؟