النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱذۡهَبُواْ بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلۡقُوهُ عَلَىٰ وَجۡهِ أَبِي يَأۡتِ بَصِيرٗا وَأۡتُونِي بِأَهۡلِكُمۡ أَجۡمَعِينَ} (93)

قوله عز وجل : { اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً } وفيه وجهان :

أحدهما : مستبصراً بأمري لأنه إذا شم ريح القميص عرفني .

الثاني : بصيراً من العمى فذاك من أحد الآيات الثلاث في قميص يوسف بعد الدم الكذب وقدّه من دُبُره . وفيه وجه آخر لأنه قميص إبراهيم أنزل عليه من الجنة لما أُلقي في النار ، فصار لإسحاق ثم ليعقوب ، ثم ليوسف فخلص به من الجب وحازه حتى ألقاه [ أخوه ] على وجه أبيه فارتد [ بصيراً ] ، ولم يعلم بما سبق من سلامة إبراهيم [ من النار ] ويوسف من الجب أن يعقوب يرجع به بصيراً .

قال الحسن : لولا أن الله تعالى أعلم يوسف بذلك لم يعلم أنه يرجع إليه بصره . وكان الذي حمل قميصه يهوذا بن يعقوب ، قال ليوسف : أنا الذي حملت إليه قميصك بدم كذب فأحزنته فأنا الآن أحمل قميصك لأسرّه وليعود إليه بصره فحمله ، حكاه السدي .

{ وأتوني بأهلكم أجمعين } لتتخذوا مِصرَ داراً . قال مسروق فكانوا ثلاثة وتسعين بين رجل وامرأة .