قوله تعالى : { اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ 93 وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ 94 قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ } القميص : الذي يلبس ، جمعه قمصان وأقمصة{[2293]} ، والقميص هنا من ملبوس يوسف . والباء فيه للحال ؛ أي اذهبوا مصحوبين له أو ملتبسين به . وقيل : الباء للتعدية ؛ أي أذهبوا قميصي بمعنى احملوا قميصي . والمراد : أن يوسف أمر إخوته أن يذهبوا بقميصه فيلقوه على وجه أبيه يعقوب ، وكان قد عمي من فرط البكاء .
قوله : { يَأْتِ بَصِيرًا } سيصير بإلقاء القميص على وجهه بصيرا بعد ما عمي . { بصيرا } ، منصوب على الحال{[2294]} ؛ فقد صار يعقوب بصيرا بتقدير الله وإرادته . لا جرم أن هذه واحدة من جملة معجزات حسية يؤتاها نبي عظيم كيعقوب عليه السلام . وما يعز على الله أن يفعل ذلك أو أعظم منه ؛ فهو سبحانه بيده مقاليد الكون كله وما فيه من قوانين ونواميس وأشياء ومقادير .
قوله : { وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ } { أجمعين } ، تأكيد . ويجوز أن تكون حالا{[2295]} ؛ فقد أمرهم يوسف أن يبرحوا موطنهم في بلاد الشام ليأتوا غليه في مصر . والمراد بأهلهم هنا : بنو يعقوب جميعا وذريتهم . وقيل : كانوا سبعين وقيل : كانوا ثمانين ، وقيل غير ذلك ؛ فقد حلوا بمصر في كنف النبي الكريم ابن الكريم ابن الكريم فنموا وتناسلوا حتى خرج من ذريتهم من موسى عليه السلام ستمائة ألف . أولئك الذين أنجاهم الله من ظلم فرعون ، وفلق لهم البحر فمضوا فيه طريقا يبسا سالمين آمنين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.