جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ لَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا عَبَدۡنَا مِن دُونِهِۦ مِن شَيۡءٖ نَّحۡنُ وَلَآ ءَابَآؤُنَا وَلَا حَرَّمۡنَا مِن دُونِهِۦ مِن شَيۡءٖۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ فَهَلۡ عَلَى ٱلرُّسُلِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ} (35)

{ وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ } أن لا نعبد غيره ، { مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ } أي : ما عبدنا نحن ، { وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ } أي : البحيرة والسائبة وغيرهما ومضمون كلامهم لأنه لو كان تعالى كارها لما فعلنا{[2694]} ، ولما مكننا منه وقيل : إنما قالوا استهزاء ، { كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من الشرك وتحريم الحلال ورد الرسل ، { فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ } أي : ليس الأمر كما زعمتم من عدم الكره كيف وقد أنكرنا عليكم أشد الإنكار بلسان رسلنا وإنما عليهم التبليغ لا الإهداء .


[2694]:حاصلة أنهم استدلوا على عدم قبح أعمالهم بأنها برضاه فمذهبهم أن المشيئة ملزوم لا تنفك عن الرضاء كمذهب المعتزلة بعينه هداهم الله /12 وجيز ومنه.