[ و{[38875]} ] قوله : { وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء } [ 35 ] إلى قوله : { وما لهم من ناصرين } [ 37 ] .
معناه : وقال الذين عبدوا مع الله [ سبحانه{[38876]} ] غيره من الأوثان والأصنام من قريش وغيرهم ، قد رضي الله عنا في عبادتنا ما عبدنا . لأنه لو شاء ، ما عبدناها ، ولو شاء ما حرمنا البحائر والسوائب ، وما بقينا على ما نحن عليه ، إلا لأن الله [ عز وجل{[38877]} ] قد رضي ذلك . ولو لم يرض عنا لغير ذلك ببعض عقوباته ولهدانا إلى غيرهن الأفعال{[38878]} .
قال الله [ عز وجل{[38879]} ] { كذلك فعل الذين من قبلهم } من الأمم المشركة فاستن{[38880]} هؤلاء بسنتهم وسلكوا سبيلهم في تكذيب الرسل{[38881]} .
{ فهل{[38882]} على الرسل{[38883]} إلا البلاغ المبين } [ 35 ] .
أي : البلاغ الظاهر المعنى المفهوم عند المرسل إليه . وهذا{[38884]} القول الذي قالوه إنما{[38885]} قالوه على طريق الهزء{[38886]} والاستخفاف . كما قال قوم شعيب عليه السلام له : { إنك لأنت الحليم الرشيد }{[38887]} على طريق الهزء{[38888]} . ولو قالوه على طريق الجد{[38889]} : لو شاء الله ما أذنبت ، ولو شاء الله ما قتلت النفس ، لم يكن بذلك كافرا ولا منقوصا ، وكان كلامه حسنا . وإنما فبح [ كلام{[38890]} ] أولئك وكان كفرا لأنهم قالوه على طريق الهزء{[38891]} لا على طريق الجد{[38892]} . وقد اتفقت الأمة أن الله لو شاء{[38893]} ألا يعبد غيره لم{[38894]} يكن إلا ذلك . ولكنه تبارك وتعالى وفق من أحب إلى ما يرضيه بتوفيقه ، وأضل من أحب ضلاله{[38895]} بخذلانه له{[38896]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.