بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ لَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا عَبَدۡنَا مِن دُونِهِۦ مِن شَيۡءٖ نَّحۡنُ وَلَآ ءَابَآؤُنَا وَلَا حَرَّمۡنَا مِن دُونِهِۦ مِن شَيۡءٖۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ فَهَلۡ عَلَى ٱلرُّسُلِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ} (35)

قوله : { وَقَالَ الذين أَشْرَكُواْ } أي : أهل مكة { لَوْ شَآء الله مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَىْء } قالوا ذلك على وجه الاستهزاء . يعني : إن الله قد شاء لنا ذلك الذي { نَحْنُ } فيه { وَلاَ ىَابَاؤُنَا } ولكن شاء لنا ولآبائنا { وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَىْء } ولا آباؤنا ، ولكن شاء لنا من تحريم البحيرة ، والسائبة ، وأمرنا به . ولو لم يشأ ، ما حرمنا من دونه من شيء .

قال الله تعالى : { كَذَلِكَ فَعَلَ الذين مِن قَبْلِهِمْ } يقول : هكذا كذب الذين من قبلهم من الأمم { فَهَلْ عَلَى الرسل إِلاَّ البلاغ } أي : ليس عليهم إلا تبليغ الرسالة { المبين } أي : بينّوا لهم ما أمروا به .