{ وَقَالَ الذين أَشْرَكُوا } هذا نوع آخر من كفرهم الذي حكاه الله عنهم . والمراد بالذين أشركوا هنا . أهل مكة { لَوْ شَاء الله مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيء } أي : لو شاء عدم عبادتنا لشيء غيره ما عبدنا ذلك { نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا } الذين كانوا على ما نحن عليه الآن من دين الكفر والشرك بالله . قال الزجاج : إنهم قالوا هذا على جهة الاستهزاء ، ولو قالوه عن اعتقاد لكانوا مؤمنين . وقد مضى الكلام على مثل هذا في سورة الأنعام { وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْء } من السوائب والبحائر ونحوهما ، ومقصودهم بهذا القول المعلق بالمشيئة : الطعن في الرسالة ، أي : لو كان ما قاله الرسول حقاً من المنع من عبادة غير الله ، والمنع من تحريم ما لم يحرّمه الله حاكياً ذلك عن الله لم يقع منا ما يخالف ما أراده منا فإنه قد شاء ذلك ، وما شاءه كان وما لم يشأه لم يكن ، فلما وقع منا العبادة لغيره وتحريم ما لم يحرمه كان ذلك دليلاً على أن ذلك هو المطابق لمراده والموافق لمشيئته ، مع أنهم في الحقيقة لا يعترفون بذلك ولا يقرّون به لكنهم قصدوا ما ذكرنا من الطعن على الرسل { كَذَلِكَ فَعَلَ الذين مِن قَبْلِهِمْ } من طوائف الكفر ، فإنهم أشركوا بالله وحرّموا ما لم يحرّمه ، وجادلوا رسله بالباطل واستهزءوا بهم ، ثم قال : { فَهَلْ عَلَى الرسل } الذين يرسلهم الله إلى عباده بما شرعه لهم من شرائعه التي رأسها توحيده ، وترك الشرك به { إِلاَّ البلاغ } إلى من أرسلوا إليهم بما أمروا بتبليغه بلاغاً واضحاً يفهمه المرسل إليهم ولا يلتبس عليهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.