جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَلَا تَضۡرِبُواْ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡثَالَۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (74)

{ فَلاَ تَضْرِبُواْ {[2743]}لِلّهِ الأَمْثَالَ } : لا تشبهوه بخلقه ، فإن ضرب المثل : تشبه ذات بذات ، أو وصف بوصف ، وتعالى عن ذلك ، { إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ } ، خطأ ما تضربون ، { وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } ، قيل : معناه لا تضربوا لله المثل ، فإنه يعلم كيف يضرب الأمثال وأنتم لا تعلمون ، ثم علمهم كيف تضرب فقال : { ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } .


[2743]:أقول يحتمل أن يكون المراد أن عبدة الأوثان كانوا يقولون إن إله العالم أجل وأعظم من أن يعبده الواحد منا، بل نحن نعبد الكواكب أو نعبد هذه الأصنام ثم إن الكواكب و الأصنام عبيد الإله الأكبر الأعظم والدليل عليه العرف فإن أصاغر الناس يخدمون أكابر حضرة الملك وأولئك الأكابر يخدمون الملك، فكذا هاهنا فعند هذا قال الله تعالى لهم اتركوا عبادة هذه الأصنام والكواكب ولا تضربوا لله الأمثال التي ذكرتموها وكونوا مخلصين في عبادة الإله الحكيم القدير واتركوا دليلكم الذي عولتم إليه وهو قولكم الاشتغال بعبادة عبيد الملك أدخل في التعظيم من الاشتغال بعبادة نفس الملك لأن هذا قياس والقياس يجب تركه عند ورود النص فلهذا قال إن الله يعلم أنه لا مثل له في الخلق وأنتم لا تعلمون بشيء من ذلك وفعلكم هذا هو عن توهم محض وخاطر باطل وخيال مختل /12 كبير مع الفتح.