غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَلَا تَضۡرِبُواْ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡثَالَۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (74)

71

{ فلا تضربوا لله الأمثال } ، أي : لا تشبهوه بخلقه ، فإن ضارب المثل مشبه حالاً بحال ، وقصة بقصة . وقال الزجاج : لا تجعلوا لله مثلاً ؛ لأنه واحد لا مثل له . وكانوا يقولون : إن إله العالم أجل من أن يعبده الواحد منا ، فكانوا يتوسلون إلى الأصنام والكواكب ، كما أن أصاغر الناس يخدمون أكابر حضرة الملك ، وأولئك الأكابر يخدمون الملك ، فنهوا عن غير الحنيفية والإخلاص . وعلل النهي بقوله : { إن الله يعلم } ، ما عليكم من العقاب ، { وأنتم لا تعلمون } ، ما في عبادتها من العذاب . وفيه أن القياس الذي توهموه ليس بصحيح ، والنص يجب تقديمه على ذلك . وقيل : إن الله يعلم كيف يضرب الأمثال وأنتم لا تعلمون .

/خ83