{ فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ الأمثال } ، التفاتٌ إلى الخطاب ؛ للإيذان بالاهتمام بشأن النهي ، أي : لا تشركوا به شيئاً ، والتعبيرُ عن ذلك بضرب المثَل ؛ للقصد إلى النهي عن الإشراك به تعالى في شأن من الشؤون ، فإن ضربَ المثلِ مبناه تشبيهُ حالة بحالة وقصةٍ بقصة ، أي : لا تُشَبّهوا بشأنه تعالى شأناً من الشؤون ، واللامُ مَثَلُها في قوله تعالى : { ضَرَبَ الله مَثَلاً لّلَّذِينَ كَفَرُواْ امرأة نُوحٍ } ، { وَضَرَبَ الله مَثَلاً لّلَّذِينَ آمَنُواْ امرأة فِرْعَوْنَ ، } لا مثلُها في قوله تعالى : { واضرب لَهُمْ مَّثَلاً أصحاب القرية } ونظائرِه ، والفاءُ : للدلالة على ترتب النهي على ما عدّه من النعم الفائضةِ عليهم من جهته سبحانه ، وكونِ ما يشركون به تعالى بمعزل من أن يملِك لهم من إمطار السماوات والأرض شيئاً من رزق ما ، فضلاً عما فُصّل من نعمة الخلق ، والتفضيل في الرزق ونعمةِ الأزواج والأولاد ، { إنَّ الله يَعْلَمُ } ، تعليلٌ للنهي المذكور ، ووعيدٌ على المنهيّ عنه ، أي : إنه تعالى يعلم كنهَ ما تأتون وما تذرون ، وأنه في غاية العِظم والقبح ، { وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } ، ذلك ، وإلا لَما فعلتموه ، أو أنه تعالى يعلم كُنهَ الأشياء ، وأنتم لا تعلمونه ، فدعوا رأيَكم ، وقِفوا مواقفَ الامتثالِ لِما ورد عليكم من الأمر والنهي ، ويجوز أن يُراد : فلا تضرِبوا لله الأمثالَ إن الله يعلم كيف تُضرب الأمثال وأنتم لا تعلمون ذلك ، فتقعون فيما تقعون فيه من مهاوي الردة والضلال ، ثم علمهم كيفيةَ ضرب الأمثال في هذا الباب فقال : { ضَرَبَ الله مَثَلاً عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.