جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا عَبۡدٗا مَّمۡلُوكٗا لَّا يَقۡدِرُ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَمَن رَّزَقۡنَٰهُ مِنَّا رِزۡقًا حَسَنٗا فَهُوَ يُنفِقُ مِنۡهُ سِرّٗا وَجَهۡرًاۖ هَلۡ يَسۡتَوُۥنَۚ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (75)

{ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا } ، لا عبدا{[2744]} حرا ، { لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ } ، هو تمثيل{[2745]} للكافر والمؤمن ، فالكافر رزقه الله مالا فلم يقدم فيه خيرا ، فهو كالعبد لا يملك شيئا ، وإن كان هو متصرفا فيه ، والمؤمن أعطاه الله مالا ، فعمل فيه بطاعة الله وأنفقه في رضاه سرا وجهرا ، فهو كالحر يتصرف في ماله ولا يسلب عنه أبدا ، أو مثل الصنم بالمملوك العاجز ، ومثل نفسه الأقدس بالحر المالك الذي رزقه الله مالا يتصرف فيه كيف يشاء ، فالتسوية بينهما مع الاشتراك في النوعية ممتنعة ، فكيف بالقادر الغني المطلق والصنم العاجز على الإطلاق ؟ ! وجمع الضمير في " يستوون " ؛ لأن معناه هل يستوي الأحرار والعبيد ؟ ! { الْحَمْدُ لِلّهِ } ، كل الحمد له ؛ لأنه وحده مولي النعم كلها ، { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ، أنه وحده مولي النعم ، فيعبدون غيره .


[2744]:فإن كل حر عبد من عباد الله /12 منه.
[2745]:قاله ابن عباس وقتادة واختاره بن جرير /12 منه.