جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لَا يُتۡبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنّٗا وَلَآ أَذٗى لَّهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (262)

{ الَّذِينَ يُنفِقُونَ {[520]} أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً } : لا بقول ولا بفعل على من أعطوه { وَلاَ أَذًى {[521]} } : لا يفعلون مع من أحسنوا إليه مكروها ، ثم للتفاوت بين الإنفاق وترك المن والأذى { لَّهُمْ {[522]} أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ } : بلا منة أحد { وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } : من أهوال القيامة ، { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } ، على ما فات منهم .


[520]:ولما بين مضاعفة الإنفاق لمن يشاء وأبهمه، بين نوع تبيين لمن يشاء فقال: "الذين ينفقون أموالهم"/12
[521]:والأذى شامل لـ "المن" خصصه أولا، لأنه كثير الوقوع، والمن من الكبائر، ففي مسلم: "أن المال أحد من الثلاثة الذين لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم" [أخرجه مسلم في "الإيمان"، (1/304)، ومن الأذى أن تقول: ما أشد إلحاحك، وخلصنا الله منك/12 وجيز
[522]:قيل: ترك الفاء في الخبر مع أن المبتدأ متضمن لمعنى الشرط، لإبهام أنهم أهل لذلك، وإن لم يفعلوا، فكيف بهم إذا فعلوا؟/12