جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثۡبِيتٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ كَمَثَلِ جَنَّةِۭ بِرَبۡوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٞ فَـَٔاتَتۡ أُكُلَهَا ضِعۡفَيۡنِ فَإِن لَّمۡ يُصِبۡهَا وَابِلٞ فَطَلّٞۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ} (265)

{ وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ } : تصديقا وتيقنا من أصل أنفسهم أن الله سيجزيهم على ذلك ، أو يثبتون أين يضعون صدقاتهم { كَمَثَلِ {[526]} جَنَّةٍ } ، أي : مثلهم في الزكاة كمثل بستان ، { بِرَبْوَةٍ } : بموضع مرتفع ، زاد ابن عباس والضحاك : فيها الأنهار { أَصَابَهَا وَابِلٌ } : مطر شديد { فَآتَتْ } : أعطت ، { أُكُلَهَا } : ثمرتها ، { ضِعْفَيْنِ } ، بالنسبة إلى غيرها من البساتين { فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ } أي : فيصيبها طل وهو المطر الصغير القطر ، يعني : نفقاتهم زاكية عند الله ، وإن كانت تتفاوت بسبب أحوالهم ، كما أن الجنة تثمر قلّ المطر أو كثر ، أو يضعف ثواب صدقاتهم قلّت النفقة أو كثرت { وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } ، تحذير عن الرياء وترغيب في الإخلاص .


[526]:مثل حالهم بحال الجنة، في أن نفقتهم كثرت أو قلّت زاكية، كما أن الجنة يضعف ثمرها قوى المطر أو ضعف، فلوحظ الشبه فيما بين المفردات، فلا يلزمنا حذف في الكلام أو تشبيه لحال النفقة حال الجنة، في كونها زاكية، كيف ما كانت الحال، فاحتاج حينئذ إلى تقدير المضاف، أي: مثل نفقة هؤلاء كمثل جنة/12 منه