الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لَا يُتۡبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنّٗا وَلَآ أَذٗى لَّهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (262)

/قوله : ( الذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ( {[8686]} ) ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنّاً وَلاَ أَذىً لَّهُمُ( {[8687]} ) ) [ 261 ] .

قال الكلبي وغيره : " أصل نزول هذه الآية( {[8688]} ) في عثمان بن عفان وعبد الرحمن ابن( {[8689]} ) عوف( {[8690]} ) ، أتى عبد الرحمن بن عوف( {[8691]} ) إلى النبي عليه السلام بأربعة آلاف( {[8692]} ) دينار . وقال : يا رسول الله ، اجتمع عندي ثمانية آلاف( {[8693]} ) فعزلت لنفسي وعيالي نصفها ، وجعلت لله نصفها ، فجزاه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً . وقال عثمان بن عفان : يا رسول الله ، عليّ تجهيز كل عاجز عن النهوض معك لفقره ، إلى تبوك ، واشترى رومة يبرأ بوقفها( {[8694]} ) للمسلمين( {[8695]} ) " . ثم " الآيات لكل( {[8696]} ) " من فعل مثل فعلهما .

وهذه الآيات( {[8697]} ) فيما قال ابن زيد : " هي لمن ينفق ، وليس يجاهد ، ولم يقل للمجاهدين شيئاً( {[8698]} ) " .

وقيل : هي عامة ، علم الله عز وجل أن قوماً يمنون( {[8699]} ) بعطيتهم لقدم لهم في ذلك .

قال زيد بن( {[8700]} ) أسلم : " إن ظننت أنه يثقل عليه سلامك ، فكف سلامك عنه( {[8701]} ) " . يعني الذي تصدقت عليه .


[8686]:- قوله: "في سبيل الله" ساقط من ق.
[8687]:- سقط من ح.
[8688]:- في ح: الآيات.
[8689]:- في ع3: ابن. وهو خطأ.
[8690]:- هو أبو محمد عبد الرحمن بن عبد عوف، القرشي، صحابي مشهور من السابقين والمبشرين بالجنة. ولاّه عمر وعثمان الكوفة. (ت32هـ). انظر: طبقات ابن خياط: 14، وتقريب التهذيب: 1/494.
[8691]:- قوله: "أتى عبد الرحمن بن عوف" ساقط من ع3.
[8692]:- في ع3: ألف. وهو خطأ.
[8693]:- في ع3: ألف. وهو خطأ.
[8694]:- في ح، ق: فوقفها.
[8695]:- انظر: أسباب النزول: 75-76، ولباب النقول: 50.
[8696]:- في ع3: الآية.
[8697]:- في ح، ق، ع3: الآية.
[8698]:- انظر: جامع البيان: 5/518، والمحرر الوجيز: 2/311.
[8699]:- في ق: يظنون. وهو تحريف.
[8700]:- في ق، ع3: ابن. وهو خطأ.
[8701]:- انظر: جامع البيان: 5/518.