قوله : { الذين يُنفِقُونَ أموالهم فِي سَبِيلِ الله } هذه الجملة متضمنة لبيان كيفية الإنفاق الذي تقدّم ، أي : هو إنفاق الذين ينفقون ، ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ، ولا أذى . والمنّ هو : ذكر النعمة على معنى التعديد لها ، والتقريع بها ، وقيل : المنّ : التحدث بما أعطى حتى يبلغ ذلك المعطي فيؤذيه ، والمن من الكبائر ، كما ثبت في صحيح مسلم ، وغيره أنه أحد الثلاثة الذين لا ينظر الله إليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب عظيم . والأذى : السب ، والتطاول ، والتشكي . قال في الكشاف : ومعنى : «ثم » إظهار التفاوت بين الإنفاق ، وترك المنّ ، والأذى ، وإن تركهما خير من نفس الإنفاق ، كما جعل الاستقامة على الإيمان خيراً من الدخول فيه بقوله { ثُمَّ استقاموا } [ فصلت : 30 ] . انتهى . وقدم المنّ على الأذى لكثرة وقوعه ، ووسط كلمة " لا " للدلالة على شمول النفي . وقوله : { عِندَ رَبّهِمْ } فيه تأكيد ، وتشريف . وقوله : { وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } ظاهره نفي الخوف عنهم . في الدارين لما تفيده النكرة الواقعة في سياق النفي من الشمول ، وكذلك { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } يفيد دوام انتفاء الحزن عنهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.