جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفۡوَانٍ عَلَيۡهِ تُرَابٞ فَأَصَابَهُۥ وَابِلٞ فَتَرَكَهُۥ صَلۡدٗاۖ لَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءٖ مِّمَّا كَسَبُواْۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (264)

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ } ، ثواب { صَدَقَاتِكُم {[523]} بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ } ، أي : كإبطال {[524]} المنافق الذي ينفق ، { رِئَاء النَّاسِ } ، نصب على المفعول له {[525]} أي : كمن يتصدق لأجل مدحة الناس وشهرته بالصفات الجميلة ، مظهراً أنه يريد وجه الله ، { وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ } أي : مثل المرائي ، أو مثل من أتبع إنفاقه منّا أو أذى ، { كَمَثَلِ صَفْوَانٍ } : حجر أملس ، { عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ } : مطر كبير القطر ، { فَتَرَكَهُ صَلْداً } : أملس تقيّا من التراب ، كذلك أعمال المرائين تضمحل عند الله ، وإن ظهر لهم أعمال مما يرى الناس كالتراب { لاَّ يَقْدِرُونَ } ، الضمير للذي ينفق ، باعتبار المعنى فإنهم كثيرون { عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ } ، لا ينتفعون بما فعلوا { وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } ، الخير وفيه إيماء إلى أن الرياء من صفة الكفار ، فعلى المؤمن أن يحذر عنها .


[523]:نصح المؤمنين عناية وإحسانا بأنواع من العبارات الرادعة من تلك الخصلة الرديئة والفعلة القبيحة/12 وجيز
[524]:على هذا التفسير: الكاف في موضع المفعول المطلق على حذف المضاف، وقيل: جاز أن يكون حالاً من فاعل "لا تبطلوا" بلا حذف/12 منه
[525]:وقيل: على الحال، أي: مرائيا/12 منه