جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِيرٌ} (39)

{ أُذِنَ } : رخص في القتال ، { لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ } : يريدون القتال والمسلمون كانوا يتظلمون إلى رسول الله من أذى المشركين ويطلبون القتال قبل الأمر به قيل سماهم مقاتلين باعتبار المآل ، ومن قرأ بصيغة المجهول فمعناه : يقاتلهم المشركون ، { بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا } : بسبب أنهم مظلومون ، هي أول آية نزلت{[3375]} في الجهاد حين هاجروا من مكة واستدل بهذه الآية على أن السورة مدنية ، { وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } عدة بالنصر وقيل معناه : إنه لقادر على نصرهم من غير قتال لكن صلاحهم في القتال ،


[3375]:حين هاجروا إلى المدينة كذا ذكره المفسرون، وهو المنقول عن ابن عباس –رضي الله عنه- وعروة ومجاهد وقتادة –رضي الله عنه- وغيرهم، وروي الترمذي والنسائي عن سفيان الثوري وفيه إشكال لما قال المفسرون: (إن سورة الحج مكية إلا ست آيات وهن من قوله: {هذان خصمان} إلى {صراط الحميد}، قال الشيخ عماد الدين ابن كثير: استدل بعضهم بهذه الآية على أن السورة مدنية، وهو قول المجاهد والضحاك وقتادة وغير واحد /12 وجيز. [حديث سفيان الثوري صحح إسناده الشيخ الألباني في (صحيح الترمذي) (2535)].