جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ قُلُوبٞ يَعۡقِلُونَ بِهَآ أَوۡ ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۖ فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ} (46)

{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ } ، حث على السفر والتفكير في نقم ما حل بالأمم الماضية المكذبة ، { فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا } : ما يجب أن يعقل كالأيمان بالرسل ، { أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } : ما يجب أن يسمع كالتذكير ، { فَإِنَّهَا } : ضمير القصة ، { لا تَعْمَى الأَبْصَارُ } أي : ليس الخلل بمشاعرهم ، { وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } أي : إنما العمى بقلوبهم أو لا يعتد بعمى الأبصار ، فكأنه ليس بعمى ، ولكن العمى عمى القلوب ، وذكر الصدور للتأكيد ، ونفي التجوز كأنه قال : ما نفيت العمى عن البصر وأثبت للقلب سهوا ، وفلتة ، بل تعمدت به إياه تعمدا ،