بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِيرٌ} (39)

قوله عز وجل : { أُذِنَ لِلَّذِينَ يقاتلون } ، يعني : أذن للمؤمنين بقتال المشركين . { بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ } ، يعني : أذن لهم بالقتال بسبب أنهم ظلموا . قرأ عاصم في رواية حفص { أَذِنَ } بضم الألف على معنى فعل ما لم يسم فاعله . أذن الله للذين يقاتلون بنصب التاء على معنى أنهم مفعولون ، وقرأ ابن عامر : { أَذِنَ } بنصب الألف على معنى أذن الله للذين يقاتلون بنصب التاء ؛ وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وأبو عمرو { أَذِنَ } بالضم { يقاتلون } بالكسر ؛ وقرأ الباقون بالنصب . قرأ حمزة والكسائي وابن كثير { يقاتلون } بالكسر ثم قال : { وَإِنَّ الله على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } ، يعني : قادر ، وكان المشركون لا يزالون يؤذونهم باللسان وباليد ، فشكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فلما هاجروا ، أمروا بالقتال .