جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيۡفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ وَلَوۡ شَآءَ لَجَعَلَهُۥ سَاكِنٗا ثُمَّ جَعَلۡنَا ٱلشَّمۡسَ عَلَيۡهِ دَلِيلٗا} (45)

{ أَلَمْ{[3627]} تَرَ } ، : تنظر ، { إِلَى رَبِّكَ } ، : إلى صنعه ، { كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ } ، وهو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس جعله ممدودا ؛ لأنه ظل لا شمس معه ، قال تعالى : { وظل ممدود } [ الواقعة : 30 ] ؛ { وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا } ، : ثابتا دائما لا يزيله الشمس ، { ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا } ، فإنه لو لم تكن لما عرف الظل ، فإن الأشياء تعرف بأضدادها ، أو جعلنا مستتبعة عليه تتلوه ، وتتبعه كما يستتبع الدليل المدلول وثم لبيان أن هذا أعظم من الأول ،


[3627]:لما بين جهل المعترضين على دلائل حقية كلامه ورسوله ورد بأوضح وجه وأحكمه وأثبت عليهم كمال جهلهم، ذكر أنواعا من الدلائل على قدرته التامة العامة، فقال: {ألم تر} الآية /12.