جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَهُوَ ٱلَّذِي مَرَجَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ هَٰذَا عَذۡبٞ فُرَاتٞ وَهَٰذَا مِلۡحٌ أُجَاجٞ وَجَعَلَ بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٗا وَحِجۡرٗا مَّحۡجُورٗا} (53)

{ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ{[3635]} الْبَحْرَيْنِ } : أرسلهما في مجاريهما وخلاهما ، { هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ } : بليغ عذوبته ، { وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } : هو نقيض الفرات ، { وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا } : حاجزا حتى لا يخلط أحدهما بالآخر ، { وَحِجْرًا مَّحْجُورًا } : وهو كلمة يقولها المتعوذ كما مر في هذه السورة ، كأن كلا منهما يقول لصاحبه ما يقوله المتعوذ عنه وهو كدجلة تدخل المالح فتشقه ، فتجري في خلاله فراسخ ولا تختلط ، وقد ذكر أن في سواحل بحر الهند مثل الدجلة ، وأغرب فالحاجز محض القدرة فقط ، أو المراد بالعذب الأنهار ، والعيون والآبار ، وبالملح البحار المعروفة ، وبالبرزخ الأرض الحائل بينهما ،


[3635]:بين آية أخرى /12.