ثم قال : { ألم تر إلى ربك كيف مد الظل{[50091]} }[ 45 ] ، مد الظل هو{[50092]} ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس{[50093]} .
وقيل له ممدود ، لأنه لا شمس معه ، ولذلك قال في ظل الجنة : { وظل ممدود{[50094]} } أي : {[50095]} ليس معه شمس قاله ابن عباس ، وابن جبير ، وعكرمة والضحاك ، وابن زيد{[50096]} .
ثم قال تعالى{[50097]} : { ولو شاء لجعله ساكنا }[ 45 ] ، أي : دائما لا تذهبه{[50098]} الشمس و{[50099]} لا تنقصه . قاله{[50100]} ابن عباس ، وقتادة ، وابن زيد{[50101]} يعنون كظل الجنة الذي لا تذهبه شمس .
وقال{[50102]} مجاهد : لا تصيبه الشمس ولا يزول{[50103]} . وقال الحسن{[50104]} : لو شاء لتركه ظلا{[50105]} كما هو .
وقيل{[50106]} : هو من{[50107]} غيبوبة الشمس إلى طلوعها . لأن الظل في هذه المدة يعم الأرض ومن عليها { ولو شاء لجعله ساكنا }[ 45 ] ، أي : لأقامه{[50108]} أبدا بمنع طلوع الشمس بعد{[50109]} غيبوبتها ، فلما طلعت الشمس دلت{[50110]} على زوال الظل ، وبدا فيها النقصان ، فبطلوع الشمس يبدو{[50111]} النقصان في الظل ، وبغروبها{[50112]} تبدو الزيادة في الظل فبالشمس استدل أهل الأرض على الظل وزيادته ونقصه{[50113]} . وكلما علت الشمس نقص الظل ، وكلما دنت للغروب{[50114]} زاد الظل ، فهو قوله تعالى{[50115]} : { ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا }[ 46 ] ، يعني في{[50116]} وقت علو الشمس في السماء ينقص{[50117]} الظل يسيرا{[50118]} بعد يسير ، وكذلك{[50119]} زيادته بعد نصف النهار ، يزيد يسيرا بعد يسير حتى يعدم الأرض كلها ، فأما زوال الظل كله ، فإنما يكون في البلدان المتوسطة{[50120]} في وقت .
وقوله{[50121]} : { ثم جعلنا الشمس عليه دليلا }[ 45 ] ، أي : ثم{[50122]} دللناكم بنسخ الشمس إياه عند طلوعهما / عليه ، أنه خلق من خلق ربكم يوجده إذا شاء ، ويغيبه إذا أراد{[50123]} ، أي : ثم جعلنا الشمس على الظل دليلا .
وقيل{[50124]} : معنى ذلك : أنه لو لم يكن شمس تنسخه{[50125]} لم يعلم أنه شيء ، إذ{[50126]} كانت الأشياء{[50127]}إنما{[50128]} تعرف بأضدادها ، ولولا الشمس ما عرف الظل ، ولولا النور ما عرفت{[50129]} الظلمة ، ولولا الحق ما عرف الباطل في أشباه لذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.