بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيۡفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ وَلَوۡ شَآءَ لَجَعَلَهُۥ سَاكِنٗا ثُمَّ جَعَلۡنَا ٱلشَّمۡسَ عَلَيۡهِ دَلِيلٗا} (45)

قوله عز وجل : { أَلَمْ تَرَ إلى رَبّكَ كَيْفَ مَدَّ الظل } قال بعضهم : فيه تقديم ، ومعناه : ألم تر إلى الظل كيف مده ربك . وقال بعضهم : فيه مضمر . ومعناه : ألم تر إلى صنع ربك كيف مد الظل ؟ يعني : بسط الظل بعد انفجار الصبح إلى طلوع الشمس { وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً } يعني : دائماً كما هو لا شمس معه ، كما يكون في الجنة ظل ممدود ، ويقال : تلك الساعة تشبه ساعات الجنة إلا أن الجنة أنور { ثُمَّ جَعَلْنَا الشمس عَلَيْهِ دَلِيلاً } حيث ما تكون الشمس يظهر الظل .

وقال القتبي : إنما يكون دليلاً ، لأنه لو لم تكن الشمس لم يعرف الظل ، لأن الأشياء تعرف بأضدادها