جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَٰهُ بَيۡنَهُمۡ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورٗا} (50)

{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ{[3631]} } ، المطر ، { بَيْنَهُمْ } ، مرة ببلد ، ومرة بأخرى ، وعن ابن مسعود مرفوعا أن ليس من سنة بأمطر من أخرى ، ولكن الله قسم هذه الأرزاق ، فإذا عمل قوم بالمعاصي حول الله إلى غيرهم فإذا عصوا جميعا فإلى البحار والفيافي{[3632]}( * ) ، { لِيَذَّكَّرُوا } ، ليعتبروا بالصرف عنهم وإليهم ، { فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا } : كفران النعمة أو جحودا فإنهم قالوا مطرنا{[3633]} بنوء{[3634]} وكذا ،


[3631]:عن ابن عباس الضمير للقرآن لوضوح هذا الكلام فيه، ويعضده قوله: {وجاهدهم به} فإن الضمير فيه للقرآن بلا خلاف، وعن بعض وهو المنقول عن ابن عباس أيضا معناه صرفنا المطر مرة ببلدة، وأيضا مرة بأخرى كما نقل عن ابن مسعود مرفوعا /12 وجيز.
[3632]:أخرجه بنحوه الحاكم (2/402) عن ابن عباس موقوفا، وصححه وأقره الذهبي.
[3633]:قال النحاس: ولا نعلم بين أهل التفسير اختلافا أن الكفر هنا قولهم: مطرنا بنوء كذا، والنوء كما هو المختار سقوط من المنازل في المغرب، وطلوع رقيبه من المشرق في ساعته / 12.
[3634]:قاله عكرمة /12.