جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَالَ رَبُّ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَمَا بَيۡنَهُمَآۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ} (28)

{ قَالَ } موسى { رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا } فإن طلوع الشمس من جانب ، والغروب من آخر على هيئة مستقيمة مع اختلاف المطالع في فصول السنة من أظهر ما استدل به { إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ } إن كنتم عقلاء عارض { إن رسولكم لمجنون } به قيل : سؤال{[3668]}( * ) فرعون بقوله ، وما رب العالمين ، عن حقيقة المرسل ، وموسى عرفه بأظهر خواصه وآثاره ، إشارة إلى أن بيان حقيقته ممتنع ، ولهذا قال : إن كنتم موقنين الأشياء محققين لها ثم استعجب فرعون لأنه سأل عن الحقيقة ، وأجيب بالأفعال ، ثم عدل إلى ما أقرب إلى الناظر ، وأوضح عند التأمل ، ثم صرح فرعون بجنونه لأنه يسأل عن شيء ، ويجيب عن آخر ، ثم استدل بشيء من غرائب آثاره الظاهر الدالة على كمال قدرته وحكمته ، فعدل فرعون إلي التهديد


[3668]:(*)في النسخة (ن): سأل.