جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَتِلۡكَ نِعۡمَةٞ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنۡ عَبَّدتَّ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (22)

{ وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ } أي : تلك التربية نعمة ، لأنك اتخذتهم عبيدا ، وما اتخذني عبدا فهذا اعتراف بنعمته ، أو تلك نعمة لأجل أنك عبدتهم ، ولولا ذلك لكلفني أهلي ، وما كنت إلى تربيتك محتاجا يعني هذا منة ، ونعمة لا حقيقة تحتها ، بل نقمة في الحقيقة ، أو تلك إشارة إلى ما في الذهن ، وقوله أن عبدت إلى آخره عطف بيانها أي تعبيدك إياهم منة تمنها عليّ ، وليست إلا غاية نقمة وبلية ، أو همزة الإنكار مقدرة أي : أو تلك نعمة ، وقوله : أن عبدت إلخ علة للإنكار ، أي : هل يبقي إحسان مع تلك الإساءات ، وكيف تقابله ؟ ! ،