فأجابه موسى عند ذلك بما هو تكميل لجوابه الأوّل ، فقال : { رَبُّ المشرق والمغرب وَمَا بَيْنَهُمَا } ولم يشتغل موسى بدفع ما نسبه إليه من الجنون ، بل بين لفرعون شمول ربوبية الله سبحانه للمشرق والمغرب وما بينهما ، وإن كان ذلك داخلاً تحت ربوبيته سبحانه للسماوات والأرض وما بينهما ، لكن فيه تصريح بإسناد حركات السماوات وما فيها ، وتغيير أحوالها وأوضاعها ، تارة بالنور وتارة بالظلمة إلى الله سبحانه ، وتثنية الضمير في : { وَمَا بَيْنَهُمَا } الأوّل لجنسي السموات والأرض كما في قول الشاعر :
تنقلت في أشرف التنقل *** بين رماحي نهشل ومالك
{ إِنْ كُنتُمْ تَعْقِلُونَ } أي شيئاً من الأشياء ، أو إن كنتم من أهل العقل : أي إن كنت يا فرعون ، ومن معك من العقلاء عرفت ، وعرفوا أنه لا جواب لسؤالك إلاّ ما ذكرت لك . ثم إن اللعين لما انقطع عن الحجة رجع إلى الاستعلاء والتغلب ، فقال : { قال لَئِنِ اتخذت إلها غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المسجونين } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.