جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَلَّا تَعۡلُواْ عَلَيَّ وَأۡتُونِي مُسۡلِمِينَ} (31)

{ ألَّا تَعْلُوا عَلَيَّ } أي : المقصود ألا تتكبروا علي ، أو عليكم أن لا تتكبروا علي ، ف( أن ) مصدرية ، { وَأْتُونِي{[3763]} مُسْلِمِينَ } : مؤمنين أو منقادين لما أظهر عندهم المعجزة ، وهي إلقاء الكتاب على تلك الحالة أمرهم بالإسلام والانقياد ، ونقل بعض المفسرين أن عبارة الكتاب { إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم } الآية ، فعلى هذا لما قالت : { ألقى إلى كتاب كريم } كأن سائلا قال : بين لي مضمونه ومكتوبه ؟ فأجابت وقرأت ، وعن بعضهم{[3764]} إن عبارته : من عبد الله سليمان ابن داود إلى بلقيس ملكة سبأ بسم الله الرحمان الرحيم السلام على من ابتع الهدى ، أما بعد : فلا تعلوا على وأتوني مسلمين ، فحينئذ كأن سائلا يقول : بعدما قالت : ألقي إلي ، ما فيه ؟ فقالت : إن مضمونه ، وما فيه من سليمان ، وإن فيه بسم الله الرحمان الرحيم إلخ ، وترك الواو في { ألا تعلوا } ليدل على أنه المقصود من الكتاب .


[3763]:وهذا أي: إنه سليمان من إلى مسلمين عبارة الكتاب، ولما قرأت على الملأ استشارتهم استعطافا، وتطييبا لقلوبهم ليقوموا معها، قالت: {يا أيها الملأ} إلخ /12 وجيز.
[3764]:نقله الزمخشري غفر الله زلاته /12 منه.