جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَلَمَّا جَآءَ سُلَيۡمَٰنَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٖ فَمَآ ءَاتَىٰنِۦَ ٱللَّهُ خَيۡرٞ مِّمَّآ ءَاتَىٰكُمۚ بَلۡ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمۡ تَفۡرَحُونَ} (36)

{ فَلَمَّا جَاء } ما أهدى إليه أو الرسول ، { سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ } خطاب للرسل ، أو للرسول والمرسل على تغليب المخاطب ، { بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ } : من النبوة والملك والمال ، { خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم } فلا وقع لهديتكم عندي { بَلْ{[3769]} أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ } التي يرسل بها بعضكم إلى بعض ، { تَفْرَحُونَ } أو بل أنتم بهذه الهدية التي أهديتموها تفرحون فرح افتخار على الملوك ، بأنكم قدرتم على إهداء مثلها ، وأما أنا فغني عنها ، وقيل معناه : بل أنتم من حقكم أن تأخذوا هديتكم ، وتفرحوا بها ، فيكون عبارة عن الرد ، والهدية الذهب والجواهر مع الجواري والغلمان


[3769]:لما أنكر عليهم الإمداد، وعلل ذلك أضرب عن ذلك إلى بيان السبب الذي حملهم على الإمداد، وهو قياس حاله على حالهم في قصور الهمة بالدنيا /12 منه، قال الرازي: أما الكلام في صفة الهدية فالناس أكثروا فيها لكن لا ذكر لها في الكتاب، وقولها: {فناظرة بما يرجع المرسلون} فيه دلالة على أنها لم تثق بالقبول وجوزت الرد، وأرادت بذلك أن ينكشف لها غرض سليمان /12، وفي الوجيز: وذكروا في الهدية أقوالا مختلفة، ومن حال سليمان مع الرجل حين وصلت الهدية ما الله أعلم بصحته، ولا مدخل له في تفسير كلام الله، فأضربنا عنه /12.