تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَلَّا تَعۡلُواْ عَلَيَّ وَأۡتُونِي مُسۡلِمِينَ} (31)

[ الآية 31 ] وقوله{[14996]} تعالى : { ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين } قوله : { ألا تعلوا علي } أي ألا تستكبروا ، ولا تتعظموا علي { وأتوني مسلمين } مخلصين لله بالتوحيد ، أي اجعلوا أنفسكم سالمة لله خالصة له ، لا تجعلوا لأحد سواه فيها شركا ولا حقا ، لأنه أخبر أنهم كانوا يسجدون للشمس من دون الله ، فتخبر في الكتاب حين{[14997]} افتتح ب { بسم الله الرحمن الرحيم } أن الذي يستحق السجود والعبادة ، هو الله الرحمن الرحيم ، لا ما تعبدون أنتم .

ثم من{[14998]} عادة الأنبياء والرسل الإيجاز في الكلام والرسائل ، لا يشتغلون بفضول الكلام وتطويله على ما ذكر من كتاب سليمان إلى بلقيس { بسم الله الرحمن الرحيم } { ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين } ذكر أن هذا القدر ، كان الكتاب ، والله أعلم .


[14996]:- الواو ساقطة من الأصل وم.
[14997]:- في الأصل وم: حيث.
[14998]:- أدرج بعدها في الأصل: أن، وأدرج قبلها في م: أن