جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ يُكۡفَرُ بِهَا وَيُسۡتَهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُواْ مَعَهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦٓ إِنَّكُمۡ إِذٗا مِّثۡلُهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡكَٰفِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} (140)

{ وقد نزّل عليكم في الكتاب } في القرآن { أن } أي : أنه { إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها } حالان من الآيات { فلا تقعدوا معهم } مع من يكفر ويستهزئ { حتى{[1147]} يخوضوا في حديث غيره } الاستهزاء ، وهذا تذكار ما نزل عليهم بمكة من قوله ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا ) الآية ( الأنعام : 68 ) ، { إنكم إذاً مثلهم } في الكفر إن رضيتم بذلك ، أو في الإثم فإنكم قادرون على الإعراض والإنكار ، وقيل : هي منسوخة بقوله : وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء إلخ { إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا } كما اجتمعوا على الاستهزاء بالآيات .


[1147]:قال الضحاك عن ابن عباس دخل في الآية كل محدث في الدين وكل مبتدع إلى يوم القيامة، نقله محي السنة وفي الفتح: والآية بعموم اللفظ دليل على اجتناب كل موقف يخوض فيه أهله بما يفيد التنقص والاستهزاء للأدلة الشرعية كما يقع لكثير من أسراء التقليد الذين استبدلوا آراء الرجال بالكتاب والسنة، ولم يبق في أيديهم سوى قال إمام مذهبنا كذا أو قال فلان من أتباعه بكذا وإذا سمعوا من يستدل على تلك المسألة بآية قرآنية أو بحديث نبوي سخروا منه ولم يرفعوا إلى ما قاله رأسا ولا بالوا به بالة وظنوا أنه قد جاء بأمر فظيع وخطب شنيع وخالف مذهب إمامهم الذي نزلوه منزلة معلم الشرائع بل بالغوا وجعلوا رأيه مقدما على كتاب الله وسنة رسوله، فإنا لله وإنا إليه راجعون/12 فتح.