جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ٱزۡدَادُواْ كُفۡرٗا لَّمۡ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغۡفِرَ لَهُمۡ وَلَا لِيَهۡدِيَهُمۡ سَبِيلَۢا} (137)

{ إن الذين آمنوا } بالتوراة { ثم{[1144]} كفروا } بها بعبادة العجل { ثم آمنوا } بها بعد عود موسى إليهم { ثم كفروا } بعيسى { ثم ازدادوا كفرا } بمحمد عليه الصلاة والسلام واستمروا عليه حتى ماتوا { ألم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا } طريقا إلى الهدى ، ولا فرجا ولا مخرجا ، فإن الكافر إذا أسلم يغفر الله كفره السابق ، لكن من تقرر منه الإيمان والكفر ثم استمر على الكفر لا يغفر الله كفره اللاحق والسابق .

أو نزلت في قوم مرتدين آمنوا ثم ارتدوا مرارا لا في اليهود فقيل معناه : من تكرر منه الإيمان فالكفر لا يغفر الله له لاستبعاد التوبة منه ، لأن قلوبهم طبعت على الباطل فلا يثبت على الحق ، وعن علي رضي الله عنه يقتل ولا يقبل توبته .


[1144]:الظاهر أنه في شأن المنافقين فإنهم في أوائل البعث والنبوة كانوا مذبذبين ثم اتفقوا على الباطل ورسخوا في كفرهم، ويدل على ما قلنا قوله في عقبه: (بشر المنافقين) والمراد في قوله: (ولا ليهديهم سبيلا) لا يوفقهم على سلوك سبيل الحق لرسوخ قدمهم في الباطل فلا يتوبون/12 وجيز.