الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ يُكۡفَرُ بِهَا وَيُسۡتَهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُواْ مَعَهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦٓ إِنَّكُمۡ إِذٗا مِّثۡلُهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡكَٰفِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} (140)

أخرج ابن المنذر وابن جرير عن أبي وائل قال : إن الرجل ليتكلم في المجلس بالكلمة الكذب يضحك بها جلساءه فيسخط الله عليهم جميعا ، فذكر ذلك لإبراهيم النخعي فقال : صدق أبو وائل ، أو ليس ذلك في كتاب الله { فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره } .

وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال : أنزل في سورة الأنعام ( حتى يخوضوا في حديث غيره ) ( الأنعام الآية 68 ) ثم نزل التشديد في سورة النساء { إنكم إذا مثلهم } .

وأخرج ابن المنذر عن السدي في الآية قال : كان المشركون إذا جالسوا المؤمنين وقعوا في رسول الله والقرآن ، فشتموه واستهزؤوا به ، فأمر الله أن لا يقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره .

وأخرج عن سعيد بن جبير أن الله جامع المنافقين من أهل المدينة ، والمشركين من أهل مكة الذين خاضوا واستهزؤوا بالقرآن في جهنم جميعا .